16/1/1433هـ
فن الأداء Performance Art :
يُشير روبيرت آتكنز Robert Atkins ( 1990م ) إلى أن " مفهوم فن الأداء ظهر في نهاية الستينيات بهدف أحداث نوع من التواصل الكامل بين العمل الفني والجمهور من خلال نشاطات مفاهمية في مجملها توظف شتى أنواع الوسائط الفنية والتقنية من موسيقى , ورقص ، ومسرح , وفيديو وغيرها ، وأن العروض يتم تنفيذها داخل صالات العرض أو خارجها وتتباين فترات العرض بين عدة دقائق أو عدة أيام " .
من ذلك فإن فن الأداء بشكل عام يعتمد على الحدث العابر الذي يجري في اتجاه واحد ولا يقبل العودة ، إذ يعتمد على شتى أنواع الفنون التوليفة من ( صوت ، وإضاءة ، وديكور، وفيديو، ورقص ، وتعبير إيمائي ... ) وعلى ذلك ففن الأداء يعتمد على الحضور الفعلي للجسد كمادة للإبداع البصري ، أي أن جسم الإنسان الحي يُشارك في صنع العمل الفني فلم تعد المفاهيم الخاصة بالجسد في النحت والتصوير قادرة على اكتشاف التواصل الخاص بالحوار الذي منحه فن الأداء كقيمة خاصة تعتمد على الوجود الحقيقي للوجود التصويري للجسد .
ويُعتبر الفنان ( جوزيف بويس J.beuys ) من أبرز فناني الأداء من خلال عمله الأدائي ( أنا أحب أمريكا وأمريكا تحبني ) عام ( 1969م ) في قاعة بولوك بنيويورك , حيث سافر الفنان إلى أمريكا وهو ملفوف بأربطة من القماش الأبيض مثل ( المومياء ) لكي يُصبح جسده مادة بصرية للعمل الفني ، ثم انتقل إلى قاعة العرض حيث قضي ثلاثة أسابيع مع ذئب هندي مشارك له في العرض أيضاً بحضوره الحقيقي ، كي يصبحا معاً عنصرا العرض من خلال حوار صامت يدور بينهما ليصبح هذا الحوار مادة للتأمل ، وفي هذا العمل يبحث الفنان من خلال العرض عن الوجود الواقعي وأن يُصبح هو نفسه مرآة حقيقية تعكس الحياة بما تحتويه من لذة حرمان وقهر ، من خلال إشارات ودلالات يستعيد بها الفنان قراءة نفسه في مرآة العالم بعد إن قطعته الحضارة الصناعية عن جذوره الطبيعية وحولته إلي أداة .
*Robert Atkins : Art Speak – Abbeuille Press – New York 1990 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق