الأحد، 27 نوفمبر 2011

الفن الفقير


3/1/1433هـ
(  Art  Povera  )
( الفن الفقير )
         هو اتجاه ظهر في أوروبا أوائل الستينيات ليعيد إلى الأذهان ذكريات الحركة الدادائية وقد كان انتشاره سريعاً إذ اتسعت الرقعة التي ينتمي لها أصحاب هذا الفن فشملت أوروبا و أمريكا .  
       ذكر مختار العطار ( 1991م ) أنه في مطلع الستينيات سئمت جماعة من فناني أوروبا وأمريكا تلك المتغيرات الفنية المتوالية والمتقلبة في الفن الحديث و التي لا تثبت على حال فالقوا بكل القيم الفنية المتعارف عليها ( قديماً وحديثاً ) و قدموا أعمالا إبداعية أشد غرابة وأكثر شذوذاً مما فعلة أسلافهم ( الدادائيون ) قبلهم بأربعين عاماً حتى أن أحدهم وهو ( والتردوماريا ) من نيويورك أقام معرضاً في مدينة ميونخ الألمانية في قاعة ( هينر فريد ريك ) من 28 سبتمبر إلى 12 أكتوبر سنة ( 1968م ) قدم لزواره خلال مدة العرض كمية من النفايات بعنوان ( 50 متراً مكعباً من القاذورات المستوية ) ومن الأمثلة أيضاً سجادة ألقي عليها مقدار من مزيل الألوان قدم هذا العمل لورنس فيغر في نيويورك سنة ( 1968م ) .

        وقد أخذت هذه البدع التشكيلية تتوغل في الإسفاف حتى وجدت طريقها سنة ( 1972م ) إلى أكبر و أعرق المعارض الفنية الدولية في العالم وهو (بينالي فينسيا ) ذلك المعرض الذي يقام كل سنتين في المدينة الإيطالية العائمة و الذي تتنافس فيه معظم دول العالم بما فيها الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة , وقد بلغت تلك " البدع " حداً من الإسفاف و التدني مما دفع شباب أوروبا إلى الثورة و تحطيم واجهة البينالي الأمر الذي دفع المسئولين إلى إيقاف الدورة و الامتناع عن إقامة الدورة التالية عام 1974م .
        ويشير العطار ( 1991م ) إلى أن هذه البدع لم تتخذ اسماً إلا في عام   ( 1969م ) حين أطلق عليها الناقد الفني الإيطالي  (جرمانوسيلانت ) اسم (  Art Povera ) أي ( الفن الفقير ) وفي عام ( 1970م )  قام بتأليف كتاب يحمل اسم هذا الاتجاه بعنوان   (الفن الفقير ) ضمن فيه وثائق متعلقة بتلك الممارسات الفنية التشكيلية التي تُذكرنا بشكل مباشر بالحركة الفنية التشكيلية الدادائية و التي ظهرت في سويسرا عام ( 1961م ) ويبدو أن مفهوم هذا الفن انعكس على الأدب أيضاً لأن جرمانو سيلانت  وضع هذا الكتاب بأسلوب أدبي غير مسبوق في عالم التأليف والنقد الفني وتاريخ الفن فلم يكتب سوى المقدمة وبقية الكتاب يحتوي على مجموعة من الصور الخاصة بالفن الفقير ، واسم هذه الحركة الذي عرفت به يدل على الركاكة و الرخص و سهولة توفر أدوات التعبير و خاماته , و قد أصبح اتجاهاً فنياً معاصراً له رواده ومتابعيه شأنه في ذلك شأنالدادائية ، التي أزالت الحواجز بين ( الفن و اللافن ) .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق