الفن الفقير :
يتميز إنتاج الفن الفقير في أغلب أعماله الفنية بأنه غير قابل للتداول أو التسويق وهذا هو الفارق بين الدادائية والفن الفقير حيث ظلت الدادائية متمسكة باللوحة ومن الأمثلة على الفن الفقير :
مُنحت جائزة ( بينالي الإسكندرية ) الخامس عشر عام ( 1984م ) لعمل أرضي هو عبارة عن مساحه من أرض المعرض مفروشة بمجروش الأحجار , ينبثق منها خمسة أسياخ حديدية متفرقة بارتفاع نصف متر , تتصل قممها بخيوط النايلون , وقد أهدى صاحب العمل عمله هذا إلى كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية , فلم يكن باستطاعتها قبول هذا الإهداء لاستحالة نقله ولتفاهة خامته التي لا تعدو كونها كيسين من الحجارة .
ولذلك فإن القيمة الفنية لهذا الاتجاه تعتبر موضع شك كبير ..؟؟ إلا أنها تُعد حركة فنية فكرية و تمرد على كل ما هو تقليدي في الفنون التشكيلية ، ونستطيع أن نتبين روح التمرد و التناقص في هذه الممارسات الفنية من خلال تحطيمها لكل ما هو متعارف عليه في مجال الفنون من أسس ومفاهيم ، وسعي المنتمين لهذا الاتجاه لابتكار إعمال فنية تشكيلية تتفق مع فهمهم للمتغيرات العلمية والاجتماعية .
وبما أن القيم الفنية والجمالية في رأي كثير من النقاد والمحللين في مجال الفنون هي قيم نفسية و مؤثرات حسية تركز على خيال وفكر المشاهد فإن ( الفن الفقير ) لديه الكثير من هذه القيم التي جعلته يتخذ مكانة رفيعة بين الاتجاهات المعاصرة للفنون التشكيلية .
وكلمة ( بوفيرا آرت ART Povera ) تتضمن مفهوم ( البساطة و السطحية و التفاهة و التدني ) والآرت بوفيرا تمخض عن مجموعة من الأساليب الفنية التي تناسب التغيرات الأوروبية الثقافية ، ولبيان أسلوب تفكير بعض المنتمين لهذا الاتجاه والتعرف على تطلعاتهم يحسن بنا أن نستعرض مقولة للفنان " والتر دو ماريا " حيث قال : ( إنني أفكر في إنشاء ساحة للعرض , قد تكون على شكل حفر كبيرة في الأرض , لن نبدأ بحفرة جاهزة بطبيعة الحال , إذ ينبغي أن نحفرها بأنفسنا , ويكون حفرها جزءً من الفن , ولابد من إعداد أماكن فخمة لجلوس المتفرجين , و محبي الفنون ومن الضروري أن يشهدوا تأسيس وتدشين الساحة ويكون حضورهم بالملابس الرسمية لأنها ستجعلهم أكثر اهتماماً بالحدث المميز الذي سيرونه , ومن ثم .. يمر أمام الجمهور في أماكن جلوسهم موكب الكراكات و بوابير الزلط .. ) .
ويُشير العطار ( 1991م ) إلى أن الفن الفقير يجمع في سلته اتجاهات فنية فرعية هي الفن المستحيل ، والفن الإدراكي ، والفن الفعلي ، والفن الأرضي ، وفن الحدث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق