السبت، 15 أكتوبر 2011

( الحداثة والفن ) ..

       18/11/1432هـ
         ترتبط الحداثة  بالإبداع ( أي ابتكار سلوك تكيفي مع البيئة ومكوناتها الجديدة ) والفن من أنماط السلوك الإنساني الذي تتغير أشكاله بتغير العصور والأزمنة والثقافات .  
      ويرى مختار العطار ( 1991م ) بأن عصر النهضة اتخذ هوية منذ البداية تتمثل في ( بعث القديم ) ثم حاول العثور على ( مُدرك عام ) لعصرنا الحديث فوجد انه يتخذ طابعاً ثورياً لأنه يتسم بالتغير السريع العنيف بلا تجانس في تقديم مختلف الميادين ونموها مرجعاً هذه الظاهرة إلى أنه يتميز بثورتين مختلفتين الأولى : صناعية ممثلة في اختراع الآلة البخارية ، و الثانية : سياسة في كل من أميركا و فرنسا تحت راية الديمقراطية كهدف مطلوب تحقيقه على نطاق عالمي عن طريق نشر النسق الغربي للحياة في كل من العلوم والأيدلوجية السياسية و الإنتاج الحضاري من طعام و كساء     و فن و أدب .
    و يُعرف جرينبرج ( 1965م ) Clement Greenberg الحداثة بأنها : ( تكثيف وتركيز النقد الذاتي ) الذي بدأ مع الفيلسوف ( كانت ) وكان أول مفكر حديث وأول من انتقد وسيلة النقد نفسها ، ثم يطبق " جرينبرج " المنطق ( الكانتي ) على الفن فينادي بأن يُقرر كل نوع من أنواع الفن العمليات الخاصة به دون تدخل فنون أخرى وبذلك يضيق مجال المنافسة وتتأكد ساحة كل فن على حدة .

    ويقول جرينبرج : ( يستخفي الوسيط - أي الخامات - في كل من الفن الواقعي   والإيهامي لأنهما يستخدمان الفن لإخفاء الفن بعكس (الحداثة ) التي تستخدم الفن لجذب الانتباه إلى الفن حيث لا نُخفى الوسيط الذي يرسم علية الفنان .

    ويرى بأن لوحات ( مانيه ) تعتبر أول صور حديثة بسبب إفصاحها عن الأسطح التي تُرسم عليها ، فقد تخلى التأثيريون عن البطانات التي وضعها السابقون تحت الألوان وعن الورنيش الذي وضعوه فوقها حتى يتركوا للعين حرية مشاهدة وتذوق الألوان بحقيقتها العارية كما خرجت من الأنبوب مباشرة - هكذا فعل ( مانيه ) - بينما ضحى ( سيزان )  بالأوضاع الواقعية الصحيحة لكي يتفق الرسم و التصميم مع شكل اللوحة المستطيل بوضوح أكثر .
                                                                                      محمدالعبدالكريم ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق