الأحد، 9 أكتوبر 2011

الفن الحديث ..


11/11/1432هـ

      أصبحت الحرية في التعبير من أهم خصائص ( الفن الحديث ) ولعل تنكر الفنان للواقع كان من أهم المظاهر المعبرة عن ذاتية الفن ، وتبعاً لذلك لم تعد القيمة الأولى في مضمون الفن فقط ، بل أصبحت تجارب الفنان الخاصة الإنسانية منها والفنية هي هدف التعبير الفني لديه .. أما من الناحية التقنية فقد لجأ الفنان الحديث لقيم جمالية جديدة جاءت اليه عن طريق التعرف على أسرار النور واللون وعلى تأثيرات الخط والحركة ثم عن طريق أسلوب التعبير المبتكر وطريقة التنفيذ غير المقيدة بحدود ما يألفه الناس وهكذا أصبح للفن الحديث خصائص جديدة منها :
1)      التأكيد على مفهوم الإبداع والابتكار في الأعمال الفنية وقد أدى ذلك لانفصال الفنان عن جذوره وثقافته الأساسية بسبب بحثه الدائم عن كل ما هو جديد في الفن .
2)      أصبح الفن يُعبر عن تجربة ذاتية للفنان دون الاهتمام بالمضمون الموضوعي فلم يعد الفن غرضياً يخدم الساسة والأديان ولكن أصبح له كينونته واستقلاليته .
3)      لم يعد الواقع جميلاً في ذاته بنظر الفنان الحديث وإنما جماله يأتي نتيجة التعبير الفني لدى الفنان وامتزاجه بالإحساس والخيال المطلق وسعة الأفق  .
4)      اللجوء إلى إظهار الحركية وإبرازها في فنون التصوير والنحت .
5)      استخدم الفن الحديث في تصويره مواد غريبة ومتنوعة من الخشب والحديد والخامات المستهلكة  كاسراً حاجز الأدوات والخامات التقنية والتقليدية التي تحد من تعبير الفنان .
    وترأس الفنان الروسي ( فاسيلي كاندينسكي ) جماعة الفن الحديث في ميونخ و أسس جماعة ( الفارس الازرق ) وفي عام 1912م نشر كاندينسكي ملخص نظرياته الفنية تحت عنوان ( من الروحي في الفن ) وأصبح أستاذاً في ( الباهاوس ) في فايمر ثم في داساو ( وهذه المدرسة كانت تؤمن بتكامل الفنون وأن الفنان لكي يكون ذا أفق واسع يجب أن يمر بجميع الفنون ) وقد استطاع أن يتابع التعريف بآرائه وكان يقول ( بإسقاط الجدران بين الفنون ) ولكن النازيين طردوه فسافر إلى باريس إلى أن مات هناك عام 1944م ويؤكد الدكتور عز الدين شموط التعاون بين الفنون في تيارات ما بعد الحداثة .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق