الأحد، 9 أكتوبر 2011

الفن ..

   11/11/1432هـ
     الفن بالدرجة الأولى هو الميدان الخصب للإبداع في حياة الإنسان ، وكلمة ( فن ) في الاستعمال المعاصر كما يرى ( غينادي بوسبيلوف ) لا تقتصر على معنى واحد بل لها ثلاثة معاني مختلفة وهي تعني ثلاثة مفاهيم متباينة ، وهذه المفاهيم بالرغم من أنها مترابطة فيما بينها فهي تختلف من حيث درجة اتساعها ، وتعني كلمة ( فن ) بأوسع معانيها المهارة أياً كانت فالفن هو : ( المهارة والبراعة في تنفيذ أي مهمة يضعها الإنسان أمامه في سياق نشاطه الإنتاجي أو التنظيمي أو الأيدلوجي ) ، أما المعنى الثاني للفن فهو يعني : ( الإبداع وفق قوانين الجمال وهذا يتطلب المهارة )، أما المعنى الثالث فإنه يتجلى في أن الفن : ( مجال من مجالات الثقافة الروحية ) .
    والفن كما يقول جون ديوي في كتاب (الفن خبرة ) ترجمة زكريا إبراهيم : هو صفة أو كيفية تشيع في أي خبرة فهو لا يُعد إلا على سبيل المجاز بمثابة الخبرة ذاتها ، والخبرة الجمالية هي دائماً أكثر من شيء جميل لأن فيها جسماً من المواد والمعاني التي لا تُعد في ذاتها جمالية لكنها لا تلبث أن تصبح ذات صبغة جمالية حينما تندرج في حركة إيقاعية مُنظمة تتجه نحو التحقق والاكتمال ، فالفن عند ديوي هو الخبرة .
    والفن كما يقول ( كانط  kant  ) بأنه يتميز من الطبيعة كما يتميز العمل من الفعل وناتج الفن من حيث هو عمل يتميز من ناتج الطبيعة من حيث هو فاعلية ، فالفن هو ناتج الحرية عبر فعل الإرادة التي تضع العقل أساساً لأفعالها .. من ذلك فهو يرى الفن مهارة إنسانية .
    والوسائل التكنولوجية الحديثة ساعدت الفنان على الخوض في الشعور الإنساني واكتشاف أساليب إبداعية لتقديم فنه بأنماط  متعددة ومتغيرة ويظل الإنسان هو الرائد في كل أدوات حياته التي صنعها  وبدون فكر الإنسان تظل هذه الوسائل ساكنة غير قادرة على الحراك الا بإرادته وتوظيفه لها .          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق