الأحد، 27 مايو 2012

• فنون الميديا Media art ( الجزء 1 ) ..


     عرف روبيرت آتكنز Robert Atkins ( 1990م ) فنون الميديا بقوله : " هي فنون وسائط الاتصال الإعلامي الواسعة الانتشار ، وهي نوع من الفنون معنية بنوع آخر من الاتصال بالجمهور عبر وسائط غير تقليدية مثل التليفزيون والجرائد والملصقات والكمبيوتر ، مستفيدة بما تتميز به تلك الوسائط من سرعة انتشار جماهيري وكذلك قدرتها التفاعلية مع الجمهور بكافة مستوياته الاجتماعية ، وقد روج لها الفن المفاهيمي Conceptual Art )  ) ومهدت للفن الجماهيري ( Pop Art ) لارتباطها الوثيق بالثقافة الجماهيرية ، وقد ظهرت فنون الميديا في الساحة الفنية مع بداية ظهور المجتمع الاستهلاكي  وانطلاق الثورة التكنولوجية في أوائل الستينات ، وكذلك اكتمال المؤسسات الإعلامية الضخمة في التكوين ومع تزامن الموقف النقدي لفناني تلك الفترة ضد قوة سيطرة تلك المؤسسات في تصنيع الثقافة والتعليم على مستوى العالم وخرج منها فن الفيديو  Video Art، وفن الفوتوغرافيا المفاهيمية Photography    Conceptual، وفن الرسوم المتحركة  Animation Art  ، ومؤخراً الفنون الرقمية التفاعلية  Interactive Digital Art   
 وذكر كل من نيكولاس و ميشيل Nicolas & Micheal  ( 1994م ) أن  " الفنانين الذين وظفوا تلك الوسائط الجديدة رأوا أنفسهم كجزء من حتمية التغيير وأرادوا أن ينظموا إليها .. فهم مغرمون بالإمكانيات التكنولوجية وليسوا منقادين لها أو متحولين إليها .. فهؤلاء الفنانين أرادوا أن يصنعوا علامات ذاتية وشخصية بدون تمني القيمة الشرائية لما يقدمون ، مثلهم مثل الفنانين الآخرين الذين يعملون بالتصوير الزيتي أو الخشب أو المعدن .. هؤلاء الفنانين فجروا كلاً من المضامين الفلسفية والنقدية لتكنولوجيا الوسائط الجديدة .. ذلك الاجتياح التكنولوجي جاء من بعض الفنانين الذين آثروا استخدام الوسائط الإعلامية ( Media ) في أعمالهم الفنية " .
    أن أبسط طريقة لتتبع تاريخ الوسائط الجديدة في الفن كما أشار إلى ذلك جيمس ويلسون James R.Wilson ( 2001م ) هي في تتبع التطور في التكنولوجيا نفسها منذ ( ماري Marey  و مايبردج Muybridge ) في التصوير الفوتوغرافي وحتى الأخوين ( أديسون Edison  و لوميير  Lumiere ) في الفلم ، وما قد نحصل عليه بعد كل ذلك هو مقياس زمني متماثل مع الذي تخصص في تطور علم الطيران مثلاً ، فهناك بعض الفنانين الرواد والذين يقدمون أنفسهم كمنذرين للفنانين الذين يعملون في الوسائط التكنولوجية ومنهم ( مارسيل دوشامب  Duchamb ) كمنذر ومنبئ لهم ، ففي منتصف القرن الماضي قال الناقد ومنظم المعارض ( آن ماري دوجيت Duguet  ) : " ظهر التعبير عن الزمن ليس فقط كموضوع عادي ومتكرر ولكنه كجزء جوهري في الطبيعة الخاصة للعمل الفني " .
                                                                    محمد العبدالكريم ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق