إن قصة الوسائط الفنية في أواخر القرن
العشرين مرتبطة بشكل كبير بالتقدم التكنولوجي في مجال التصوير الفوتوغرافي فالزمن والذكريات
كلاهما ذاتي وتاريخي وهما جوهر الفوتوغرافيا Photography ، وعن
طريق اللقطة الثابتة والمتحركة أبدع الفنانون في تقديم شكل جديد في رؤية التعبير
عن الزمن والفراغ والمكان ، ولكن الأقل وضوحاً هو الزمن ومن هنا فقد كُتبت الثورة عن
طريق الفوتوغرافيا وتأثيرها المتزايد الذي ظهر في تحريك تلك الصور الفوتوغرافية في
الفيلم الذي فرض هيمنته ومكانته ، فعن طريق التصوير الفوتوغرافي بدأ الإنسان في
التعامل مع الزمن عن طريق التقاطه وتنظيمه وإضفاء إبداعات عليه مثل الحركة
المتطابقة ، والحركة السريعة ، والبطيئة وغيرها الكثير من تقنيات التحكم في الزمن
التي ارتبطت بالفن وتطور التقنيات الحديثة ، فهناك شراكة دائمة بين التصوير
الفوتوغرافي وبين الفن والتكنولوجيا منذ أكثر من مائة عام مضت ، وقد أحاط تلك
الشراكة وقواها التقدم الحقيقي في الفيلم والفيديو وصولاً إلى فنون الوسائط المتعددةMultimedia Arts في وقتنا الراهن .
وكانت اللقطات الفوتوغرافية لميبردج murybridge ( 1878م ) لحصان في حالة حركة
هي أول لقطات ثابتة تشبه تسلسل الحركة الطبيعية ، وقد ركز الفنان على تصوير سرعة
جري الحصان وذلك عن طريق استخدام أثنى عشر كاميرا فوتوغرافية مصفوفة على الطريق ومُنظمة
بشكل معين لتلتقط سرعة متسلسلة كما يجري الحصان ، وقد قام لميبردج بتثبيت وتر في
غطاء العدسة وربطه في الطرف الأخر بوتد في الأرض يتحرك مع حركة الحصان عند ملامسته
له لتفتح العدسة ، وكان تنظيم تلك اللقطات بعد طبعها يوحي بالتسلسل في الحركة
الطبيعية الدائرية للحصان .
محمد العبدالكريم ،،
شكرا لك على هذا المقال ولكني أردت أن أعرف هل يعتبر التصوير الفتوغرافي وسيط فني لدي لبس في المفاهيم
ردحذف