الخميس، 21 يونيو 2012

• فنون الميديا Media art الجزء ( 3 ) :


    التصوير الفوتوغرافي كوسيط للتعبير الفني البصري :
      الصورة الفوتوغرافية مرت بالكثير من التحولات التقنية والتكنولوجية المرتبطة بصناعتها وبالأفكار المرتبطة بها ، فقد حُدد دور الوسيط الفوتوغرافي على مدار تاريخه الطويل في فكرة تسجيل اللحظة ، أو الضوء ، أو المناظر ، أو الوجوه الإنسانية ، والصور التذكارية والتاريخية ، وتمتعت الفوتوغرافيا بقدرة فائقة في تسجيل اللحظات التاريخية وحفظها إلى الأبد ، وأستمر ذلك التناول للوسيط الفوتوغرافي حتى بدايات حركة الطليعة Avant-Gart  في مطلع الستينيات من القرن العشرين مع ظهور العديد من التيارات والاتجاهات التي حاولت تغيير الأفكار السائدة والتقليدية فيما يتعلق بالتوظيف الأمثل للوسائط التسجيلية أو بالأفكار الفنية التي يجب أن تُطرح من خلالها ، فيما سمي في ذلك الوقت بتحرير الوسائط والرغبات .

      أن توظيف الوسيط الفوتوغرافي لم ينقطع حتى اليوم في عملية تسجيل اللحظات التاريخية ، ولكن ظهرت أهميتها الحقيقية مع بداية الفنون الطليعية التي تميزت بالتحديد الزمني للعمل الفني أو في تسجيل الأعمال التي تحدث في زمن مُحدد وتنتهي معه مادة العمل نفسها كفن الحدثArt Event  ، والفن الحركي  Kinetic art ، وفن الأداء performance Art  وفن الأرض Earth art   وغيرها من الفنون التي اهتمت بتسويق فكرة العمل وليس مادته .

       وقد ساهم التصوير الفوتوغرافي في التحول الحقيقي في اتجاهات فنون القرن العشرين حتى اليوم ، وتلازم الدور الهام لوسائط التسجيل والحفظ مع هذه الفنون وبدأت مع تلك المرحلة خطوة أخرى هامة في تحول اتجاه التصوير الفوتوغرافي إلى فن في حد ذاته ، وكان فعله موازياً لعملية فنية أخرى في نفس الزمن كفن الأداء وفن الحدث مثلاً ، فما يُمكن أن نشاهده اليوم في متاحف العالم من تسجيلات صوتية أو فوتوغرافية أو سينمائية للأعمال الأدائية لفنان الطليعة الألماني جوزيف بويزjoseph peuys   ربما كانت وقت التقاطها مجرد مادة تسجيلية لحدث أدائي سوف ينتهي فعلياً بانتهاء زمنه ، ولكن الآن هذه اللقطات الفوتوغرافية المتتابعة لم تعد تُعبر عن مجرد تسجيل الحدث وإنما أصبحت هي نفسها عملاً فنياً في حد ذاته تخطي الفعل المصور ، فقد اختفت الوظيفة التسجيلية للوسيط وبقى مفهوم أو فكرة الفعل أو العمل في اللقطة أو مجموعة اللقطات التسجيلية المتتابعة .
                                                                     محمد العبدالكريم ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق